-أولاً: أضواء على الموضوع:
سخر الله الأرض للإنسان ليعمرها، ويستثمر كل ما فيها لتحقيق تقدمه ورخائه من خلال ثقافته وتأمله في الكون ونظرته الشاملة لخدمة كل الناس، وكل ذلك لأجل عبادة الله وتطبيق منهجه في الحياة لتحقيق سعادة البشرية.
وقد أحل الله الطيبات من الحياة مع العمل للآخرة، وجعل عمل المرأة لبناء المجتمع والمشاركة مع الرجل في رقيِّه مع التمسك بالقيم الفاضلة من الاحتشام والبعد عن البهرجة والزينة أثناء العمل، ومع الجدية والإخلاص ورعاية الأولاد في الأسرة عملاً، لأنَّ هذه هي مسئوليتُها الأولى، وواجبها المقدس، بل إن المرأة المتفرغة لشئون بيتها تعد امرأة عاملة في أشرف عمل هو الحفاظ على البيت المسلم والمحافظة على الأولاد خلقيا وصحيا وعلميا ونفسيا وإيمانيا وسلوكيا وانتماء للوطن. كل ذلك باعتبارها مدرسة كاملة متكاملة في الحياة.
والعمل حق، والعمل واجب، والعمل كرامة، والعمل حياة، ولذا كان العاطلون والذين يعيشون عالة على غيرهم، ويمدون يدهم بالاستجداء وسؤال الناس كانوا وجها قبيحا للأمة، يرفضهم الإسلام ويحذر منهم الرسول (صلى الله عليه وسلم) في أحاديثه الكثيرة التي جاءت في الموضوع، وهي ترسم خير الطرق في نواحي السلوك ، وترغب في العمل والسعي لكسب الرزق، والنهي عن التسول والكسل والبطالة لما لها من آثار سيئة في انهيار المجتمعات وضياع كرامة الإنسان كما تدعو إلى التعاون وتوثيق صلات المحبة بين أبناء الشعب جميعاً.