يتناول الموضوع ما يأتى :
وسائل الإعلام المرئية : ( التليفزيون) والمسموعة : (الإذاعة) والمكتوبة : (الصحافة) ، تتحدث كلها عن السلام وينظرون إليه على أنه ضد الحرب، وهذا غير صحيح فقد تكون الحرب ضرورية لتحقيق السلام، ولرد العدوان، والدفاع عن الدين والوطن.
والسلام بمفهومه الواسع هو السلام الإيجابي الذى ينبع من قيم المجتمع واتجاهاته، والذى ينبغى أن نربى أطفالنا عليه منذ نشأتهم، فيبتعدوا عن العنف فى التعامل مع الآخرين، ويسود التسامح والمحبة بينهم، وقد قرن الإسلام الإيمان بالحب والتسامح، كما جاء في الحديث الشريف: ( أفشوا السلام بينكم) ، والسلام اسم من أسماء الله الحسنى.
والمستوى الأعلى من السلام يظهر فى المشاركة الفعالة فى حماية السلام، واحترام الحوار، والبعد عن فرض الرأى بالقوة، ونبذ التعصب والإرهاب والمشاركة فى أنشطة حماية البيئة، والتنمية الاقتصادية والاجتماعية لرفع مستوى المعيشة.
وتقع مسئولية التربية بداية من الأسرة ودورها فى نشر السلام وتعميق مفهومه، فيتعلم الطفل أسلوب التعامل مع إخوته ومع الآخرين بلغة الحوار والتفاهم، ثم بالبيئة والأصدقاء، وبوسائل الإعلام التى ينبغى عليها مراعاة ما تقدمه لهم بحيث يدفعهم إلى التقدم، ونبذ العنف والتطرف بكل صوره.. وبدُور العبادة التى ترسخ تعليم الجدال بالحسنى، والدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة.
تعتمد تربية الفرد فى هذا الاتجاه على تنمية قدرات التفكير الناقد، والقدرة على التحليل، والقدرة على حل المشكلات والإبداع والابتكار، مما يجعل الإنسان قادراً على التمييز بين الصالح والفاسد من الأفكار، والمفاهيم والسلوكيات.. وليس أدل على ذلك من أن الله سبحانه قد قرن الاختيار الحر للإنسان بمدى قدرته على التمييز والوعى الكامل : "لا إكراه فى الدين قد تبين الرشد من الغى..".